عندما تقرأ كلمة “الرأي العام” تجد مصطلح “الإعلام” مقترن بها إما قبلها أو بعدها، لأن ببساطة أنه من المفترض أن الإعلام يلعب دورا مؤثرا وفعالا في توعية وتشكيل الرأي العام من خلال وسائله ورسائله المتنوعة، وفي مصر، انتعش الإعلام وخاصة في الفترة التي تلت ثورة يناير حيث أصبح منفذا للرأي ومنصة لتداول الأفكار “والصراخ أحيانا”، وكان لتلك المنابر مالها وما عليها في تلك الفترة.
ولكن سرعان ما تغير المشهد، وفقد الإعلام الكثير من بريقه وقدرته على الجذب وذلك لأسباب كثيرة ليست على صعيد مصر فقط بل على الصعيد الدولي أيضا، وأولها عزوف الشباب عن وسائل الإعلام التقليدية “الجرائد والتلفزيون” واتجاهه إلى المنصات الإلكترونية “الديجيتال” مما تسبب في ابتعاد المعلنيين بالتبعية مما أثر كثيرا في عملية انتاج القنوات للمحتوى الجذاب.
وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا أصبحت السوشيال ميديا هي الملجأ الأساسي للتواصل والتأثير بين الجمهور؟.. من وجهة نظري، لأن السوشيال ميديا هي المكان الوحيد الذي يستطيع الأشخاص من خلاله التعبير عن رأيهم بسهولة ويسر وبتلقائية، ووجد الكثير من الشباب ضالتهم فى العالم الافتراضى؛ ليعبروا من خلاله عن أحلام وطموحات باتت شبه مستحيلة في ما يرونه في الإعلام التقليدي.
وقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت تعرف بالإعلام الاجتماعي الحر الجديد أو الإعلام البديل حيث تتطور وسائل التواصل الاجتماعي تطورا وانتشارا كبيرا يوما بعد يوما بعد أن كان مجرد فكرة افتراضية لا تربط بين الواقع لكن سرعان ما أصبحت هذه الوسائل أداة إعلامية مرئية وسمعية وبصرية يكاد لا يمر يوم بدون استعمالها، كما أصبحت بديلا للصرف الإعلاني ولحملات التسويق التي تراها الشركات بدائل أوفر وأوقع.
واتساءل هنا، من يقود السوشيال ميديا ؟ هل اختفى رواد الرأي والفكر؟ وأين ذهب قادة الاقتصاد والسياسة والفن؟ الإجابة بالتأكيد “لأ موجودين”.. ودورنا كصناع محتوى البحث عنهم ودعم رواد الفكر والإعلام والاقتصاد.. إذا كنا حقا نريد إحياء وسائل الإعلام المختلفة علينا البحث عن المفكرين.. عن الساسة.. عن المحللين الاقتصاديين.. عن الفنانين وإللى دمهم خفيف لأنهم أيضا رواد .. دورنا هو البحث عن النجوم الحقيقية وطرحها للرأي العام وعندنا من الوسائل ما يضمن لنا الانتشار.
وفي الختام.. أؤكد أننا نستطيع إيجاد نماذج يحتذى بها الشباب في مجموعة من المجالات لكي يكونوا بمثابة نماذج مضيئة وأمثلة يحتذى بها، ونستطيع أن نمد الشباب بالطاقة الإيجابية، فالبحث عن القادة والمثل الأعلى لشبابنا مسئوليتنا جميعا.